سجن مدرسة معاوية

الموقع
مدرسة معاوية (الرقة)
35.961194, 39.002069
المساحة
980 sqm
تاريخ الاستخدام
2014 – 2017

كانت مدرسة معاوية بن أبي سفيان في يوم من الأيام مكاناً لتعليم أطفال حيّ التوسعية شمالي مدينة الرّقَّة. هي مؤسسة كبيرة ضمت ثلاثة أبنية وساحة تتسع لأكثر من ألف طالب. سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المدينة وحوّل المدرسة إلى مقرّ أساسي لديوان الحِسْبَة، وأقام فيها سجناً اكتظّ بالمساجين ممّن خالفوا قواعد السلوك التي فرضها. في هذا السجن حُبس الكثير من سكان المدينة لِمُدَدٍ قصيرة، مع عقوبات قاسية تعرضوا لها، من الجلد إلى التهديد بالحبس الانفراديّ.

اعتمد متحف سجون داعش في بناء هذه الجولة الافتراضية ثلاثية الأبعاد على شهادات ستة معتقلين ومعتقلات سابقات، إذ تم تصوير جولات ميدانية مع هؤلاء قدموا فيها صورة وافية عن تجربة احتجازهم في هذا السجن واستخدامات غرفه وقاعاته. كذلك الأمر، تم تسجيل مقابلتين صوتيتين، غير منشورتين، مع سكان الحي من الجيران الذين جاوروا المدرسة أثناء سيطرة التنظيم عليها. أيضاً، تم توثيق المبنى بالفيديو والصور على فترات زمنيّة مختلفة كان أولها لقطات تعود لعام 2017 بعد أيام قليلة من خروج التنظيم من المدرسة. وأخيراً اعتمد فريق المتحف على تحليل عدد كبير من وثائق الحسبة بما تتضمنه من تسجيلات صوتية ومحاضر تحقيق ومستندات أخرى ساهمت في بناء تصوّر عن الإجراءات المتبعة في هذا السجن، إلى جانب دراسة المبنى معمارياً من قبل معماريين متخصصين ضمن الفريق. في هذا السجن اعتقل عناصر ديوان الحسبة، المدخنين ومن يرتكبون مخالفات تتعلق باللباس وقصّات الشعر والمتخلفين عن الصلاة.

كذلك الأمر، شن عناصر الحِسْبَة مثلاً حملة لإلغاء التلفزيونات في المنازل وهذا ما يفسر وجود الكثير من صحون الستالايت (الأقمار الصناعية) المصادرة في باحات المدرسة بعد خروج التنظيم منها. نظراً لأهميّته، ضج المركز طوال سنوات استخدامه، بالداخلين والخارجين من المعتقلين، وحُوِّل أحد أبنية المدرسة الثلاثة مستودعاً لتخزين البضائع المصادرة من أهل الرّقَّة. وعندما دمّرت ضربةٌ جويّة من قوات التحالف هذا المبنى تدميراً كاملاً، اعتُمِد مبنًى ثانٍ من المدرسة سجناً، فخُصّص الطابق الأرضي منه للرجال والطابق الأول للنساء. وقد عاد هذا البناء مدرسة بعد تجديده. الجدير بالذكر هنا أن هذه الجولة تُركّز على البناء الثالث، الذي لم يكن مشغولاً بعدُ في أيّام المدرسة، وفيه جعلت داعش الغرف العلوية مكاتب وحوّلت القبو سجناً.

ضمّ هذا القبو زنزانات جماعية وزنزانات انفراديّة وغرفاً لحفظ البضائع والأغراض المُصادَرة. كما خصّصت إحدى الغرف للتحقيقات، وفيها جُلِد مَنْ صدرت بحقّهم أحكام. قُصِفت ساحة هذا المركز-السجن في العام 2015، وفي العام 2017 قُصفت الأبنية المجاورة لها. وقد أخلت داعش الأبنية في أيلول/سبتمبر العام 2017. لاحقاً تم ترميم المدرسة وتنظيف أقبيتها من الألغام لتعود مرة جديدة لاستخدامها الأصلي كمدرسة ومركز تعليمي ضمن مدينة الرقة.

جاري التحميل 0%