ماهر طلال سلطان ولي | متحف سجون داعش

ماهر طلال سلطان ولي

المدينة: الموصل
تاريخ الولادة: 1979
عدد مرّات الاعتقال: مرّة واحدة نقل خلالها بين أربعة أماكن
أماكن الاعتقال: سجن الميدان، بيت في منطقة الفيصليّة، بيت في منطقة الدواسة، أحد سجون الحسبة
تاريخ الاعتقال: 2016
مدّة الاعتقال: ستة أشهر وعشرة أيام
تاريخ تسجيل المقابلة: 2024
مدة المقابلة: 56:02

في العام 2016 اعتُقِل ماهر طلال سلطان على يد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مع آخرين، من إحدى مزارع منطقة المثنى في قرية الرحمانية التابعة للموصل، وذلك لحيازته 200 طرد من علب السجائر التي يتاجر بها.

في شهادته هذه يقول إنّه سُجِن في البداية لنحو عشرة أيام في بيت في منطقة الفيصليّة، حيث عُلِّق بالسقف أيّاماً بأكملها وعُذِّب بصورة مستمرّة. ومن الممارسات الغريبة التي تعرض لها الشاب في هذا المكان أيضاً حقنه بإبرة وإخباره بأنها ستجعله يعترف بكلّ شيء. 

بعد الفيصليّة، نُقِل إلى سجنٍ آخر في منطقة الدواسة ليبقى هناك 50 يوماً تقريباً ويتعرض أيضاً للجلد. ويروي ماهر أنّ المنزل/السجن تعرّض ذات ليلة للقصف من قوى التحالف الدولي. وقد حاول ومن معه من السجناء الهرب لكنهم فشلوا، وعلى أثر ذلك حُوِّلوا لاحقاً إلى سجن الميدان.

قضى ماهر في سجن الميدان حوالي شهرين، وخضع خلالها للتحقيق ثلاث مرات دون تعذيبه مجدّداً كونه نال جزاءه كاملاً في السّجنين السابقين.

يذكر ماهر أنه ومن كان معه من المعتقلين في الزّنزانة الجماعيّة أمضوا وقتهم في النوم والأكل والصلاة، وأنّهم في الليل كانوا يُحسّون أحياناً بالمزيد من الحريّة لغياب رقابة السجّانين على أفعالهم، ولهذا كانوا يتسلون بحكاية النكات أو خلق مواقف طريفة تخفّف عنهم وطأة وثقل الوقت. كذلك عمد كبار السن منهم إلى تهدئة الصغار الموقوفين بتهم بيع السجائر والتخفيف من خوفهم.

وعن الماء الذي كان يصل ملوثاً بالغاز أو ماء الآبار، يقول ماهر سلطان إنه أضاف معاناة أخرى إلى حياة المعتقلين، إذ فاقم من حالات الإسهال وسائر الأمراض الناتجة من التلوّث. وبالرغم كونه يعاني من مرض السكري لم يحصل على دوائه طوال فترة احتجازه. كما أن الطعام المتوفر في الميدان كان الأسوأ مقارنة بالسجنين السابقين من وجهة نظره. وقد قُدِّم للسجناء الجبن والخبز على الإفطار والمعكرونة أو البطاطا وقت الغداء، ومن ثم البرغل أو الرز مع كميّات قليلة من المرق على العشاء.

في خلال سجنه لم يعرف الشاب أن عائلته كانت تفاوض التنظيم على خروجه، وقد  اضطر أخوه أن يدفع  عشرة ملايين دينار لقاء إطلاق سراحه (نحو 7500 دولار أمريكي)، لكن السجانين رفضوا إخراج ماهر مطالبين بالمزيد من المال.

بعد قضائه ما يقارب الشهرين في سجن الميدان، خطّط ماهر مع سجينين آخرين للهرب عبر سطح السجن بعد كسر أقفال الزنزانة ومراقبة تضاؤل أعداد سجانيهم ليلاً. بدأ تنفيذ الخطة قرابة الثانية عشرة من ليلة ممطرة وباردة، لكنهم لم يقفزوا من على السطح إلا بعد الثالثة صباحاً عندما خلا السجن من العناصر باستثناء سجّان واحد يُلقّب “أبو قصي”.

باءت محاولة الهرب بالفشل مجدداً، وكسر ظهر ماهر أثناء القفز وهو ما أجبره على الاحتماء في أحد المنازل القريبة طلباً للمساعدة. لكن اتضح أن بعضاً من عناصر التنظيم يقيمون في هذا المنزل وبالتالي أُعيد مباشرة إلى السجن. 

يقول ماهر إنّ محاولة الهرب لم تمرّ دون عواقب، إذ صدرت أوامر من قيادات التنظيم بإغلاق السجن وتوزيع سجنائه على أماكن أخرى، وهكذا نُقِل ماهر مرّة أخرى إلى سجن تابع لـ “ديوان الحسبة حيث أمضى مجدّداً شهرين آخرين بالرغم من كونه في ذلك الوقت مصاباً بشدة بعد قفزه من على السطح.