إسماعيل إبراهيم خليل | متحف سجون داعش

إسماعيل إبراهيم خليل

المدينة: null
تاريخ الولادة: 1984
عدد مرّات الاعتقال: مرّتان اثنتان
أماكن الاعتقال: إحدى كنائس الموصل- سجن الميدان
مدّة الاعتقال الأخير: 56 يوماً في الميدان
تاريخ الاعتقال الأخير: 2016
تاريخ التسجيل المقابلة: 2024
مدة المقابلة: 47:30

إسماعيل إبراهيم خليل، سائق سيارة أجرة، اعتقله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أواخر العام 2016 وأدخله سجن الميدان في الموصل بتهمة بيع السجائر وإلهاء الناس عن ذكر الله، الأمر الذي ينفيه تماماً. فهو يظنّ أن التُهّم لفّقها له أحد المنتسبين إلى التنظيم بسبب عداوة سابقة بينهما، خصوصاً أنّه اعتقل من قبل بنفس التهمة في إحدى السجون التي أقيمت بكنيسة في الموصل القديمة.

يقول إسماعيل في شهادته إنّ قساوة تجربة الاعتقال بدأت من اللحظة الأولى التي دخل فيها سجن الميدان، وحتّى قبل سماع إفادته أو معرفة تهمته. فقد وجّه عناصر التنظيم المسدس إلى رأسه مهدّدين وانهالوا عليه بالضرب المبرّح والشتائم.

وفي أحد سراديب السجن الذي اقتيد إليه عشر مرات أثناء اعتقاله في الميدان، يروي الشاهد كيف عُذب مراراً بأداة “الحنتورة” وهي أشبه بسرير حديدي يوضع بصورة عمودية يثبّت عليه كامل جسد السجين بالحبال، ومن ثم يُقلَب رأساً على عقب ليُجلَد ويُعذَّب. وكثيراً ما امتدّت جلسة التعذيب الواحدة لثلاث ساعات متواصلة، كان السجّانون في خلالها يضعون قطعة قماش في فمه لكتم صراخه المتزايد، كما كانوا يسكبون الماء على جراحه.

بعد جلسات التعذيب، عجز الشاهد طبعاً عن المشي للصعود إلى المهجع، فكان يُحمل بالبطّانية إلى الطابق العُلويّ.

ويذكر إسماعيل ما شهده من بعض المعاملات القاسية الوحشيّة، ومنها تَعَمُّد السجانين ضرب شيخ عشيرة على كِليَتَيْه بصورة متكرّرة أثناء التعذيب حتى بات يتبوّل دماً. ومع ذلك رفض السجانون إسعافه إلى أنْ تدهورت حالته الصحّية، فسمحوا أخيراً بإدخال بعض الأدوية له.

في مقابلته يقول الشاهد إنّ العلاقات بين المعتقلين في المهجع كانت جيّدة، إذ لم يحصل أَنْ تشاجروا فيما بينهم. لكن ذلك لم يمنع تواجد بعض الجواسيس الذين نقلوا أخبار المهجع إلى السجّانين.

وممّا يرويه إسماعيل أنّ فكرة الهرب راودته مع بعض المعتقلين الآخرين، حتى أنهم بدأوا التخطيط، فراحوا يراقبون الباب المفضي إلى السطح وحركة الحراسة في المبنى، لكنه شخصياً لم يتجرأ على الفرار، إذ بدَتْ له المهمّة مستحيلة. 

أمّا عن الطعام فيقول اسماعيل أنّ وجبة الفطور، والتي كانت مؤلّفة من العدس والخبز، كانَت ملغاةً عند دخوله السجن، واقتصر الأمر على وجبتي الغداء والعشاء التي كانت فيهما الكميّات قليلة وغير مُشبعة البتّة. وممّا يذكره في هذا السياق أنّ المسؤولين في السجن استضافوا شيوخاً على الغداء، فأحضروا مناسف من مطاعم خارج السجن، فأُتيح للمعتقلين يومها تناول ما تبقى من تلك الوليمة. 

وعن عملية الإفراج عنه يقول الشاهد إنّه بعد 57 يوماً في السجن، قضى حوالي ثلثها في السرداب الخاص بالتعذيب، دفع غرامةٍ مالية للتنظيم بقيمة 7,312,500 ديناراً، مؤكِّداً أنّه ما يزال حتى اليوم يُسدّد الديون التي ترتبت عليه من أجل تأمينها. ويروي كيف عاد يومها إلى عائلته بعدما فقد أفرادها الأمل في خروجه، وعانوا ظروفاً معيشيّة صعبة، خصوصاً وأنّه كان المعيل.

وأخيراً يذكر الشاهد ما ارتكبه “داعش” من ظلم وقهر في حقّ أبناء الموصل عموماً، ويحكي عن معاناته الخاصّة وعمّا عاشه من ضيق وصعوبات بعد إطلاق سراحه، وآخرها فقدانه ابنه، ذي العشر سنوات، الذي توفّي بمرض سرطان العظم قبل عشرة أيّام من إجراء هذه المقابلة. يروي كيف أصيب الولد، وهو في السادسة من عمره يومها، بصدمة قويّة تسبّبت بمرضه عندما دخل عليهم عناصر التنظيم لاعتقاله. ويذكر كيف أمضى السنوات الأربع بعد خروج “داعش” وهو يعالجه لكن من دون جدوى.