إسماعيل الرجب

المدينة: الرقة
عدد مرّات الاعتقال: مرّة واحدة
مكان الاعتقال: سجن الوادي
تاريخ الاعتقال: 2015
مدّة الاعتقال: 15 يوماً
تاريخ تسجيل المقابلة: 2022
مدة المقابلة: 37:20

إسماعيل الرجب نجّار يعيش في مدينة الرقّة، متزوجٌ ولديه أربعة أولاد. يروي في هذه الشهادة قصّة اعتقاله في صيف العام 2015، حين خرج في نزهة عائلية مع زوجته وبعض الأقارب على ضفة نهر الفرات، وهي من العادات الشائعة لدى السوريّين، لا سيّما في فصل الصيف. لكنّ ذلك لم يكن مقبولاً لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي كان يسيطر على المدينة حينها، فأوقفهم ثلاثة عناصر في سيارة “فان” بيضاء، أمروا النساء والأولاد بالعودة إلى المنازل، واعتقلوا الرّجال.

سِيق إسماعيل إلى سجن شارع الوادي حيث خضع للتّحقيق ثم وُضع في زنزانة جماعيّة، رفقة عمّه وابن عمّه بتهمة المشاركة في النزهة نفسها.

في هذا اللقاء الذي سُجّل بعد إطلاق سراح إسماعيل بسبعة أعوام، يجول بين قاعات السجن، من مكان الزيارات إلى الزنزانة التي قبع فيها مدّة اعتقاله، فيذكر ما كان فيها من محتويات، مثل الحصر والفرش الإسفنجيّة التي كان السجناء يجلسون أو ينامون عليها مستعيداً بعض تفاصيل ما عاشه هنا.

كما يحكي الشاهد عن التّحقيق وأساليب التعذيب الذي تعرضّ له، فالمحقّق لم يقتنع بمبرراته حول الجلوس مع العائلة على ضفة الفرات، لذا أمر بسجنه دون أي معلومات عن الإجراءات التي ستُتّخذ بحقه.

حُكِم على إسماعيل بـ 80 جلدة، وفي المكان الذي نُفِّذت فيه العقوبة يحكي كيف كان المعتقلون يصطفون منتظرين دورهم، ويُشير إلى الزاوية التي كانوا يقفون فيها أثناء الجلد، والخوف الشديد الذي كان ينتابهم لأنّ الجلّاد لم يُفرِّق بين كبير وصغير، ولأنّه كان يُجبِر المعتقل على عدّ الضربات التي يتلقّاها، وإذا ما أخطأ العدّ يبدأ من جديد.

في شهادته هذه يتحدّث إسماعيل عن ظروف الإقامة في الزنزانة مع سائر المعتقلين والعلاقات التي نشأت فيما بينهم، واصفاً الروتين اليوميّ لحياة المعتقلين في زنزانة مكتظة بـ 40 معتقلاً يعانون من الرطوبة والحرّ الشديدين، ومن المياه الملوَّثة التي كانت تقطر من مجاري الصرف الصحّي في السقف باعثة روائح لا تُحْتَمل، علماً أنّ المعتقلين كانوا يقومون بأعمال التنظيف بأنفسهم بعد الغداء، لكن كل ما توفّر لهم من موادّ التنظيف هو سائل الجلي، أمّا الاغتسال فكان بالمياه الباردة.

ختاماً يحكي إسماعيل عن إطلاق سراحه. فبعد تنفيذ عقوبة الجلد فيه، فُرِض عليه أن يتابع “دورة شرعيّة” لمدّة 15 يوماً، على أنْ يُخلى سبيله بعد إتمامها وتُعاد إليه بطاقة هوّيته، لكنّه لم يحصل عليها عند خروجه وهو يظنّ أنّها بقيت بحوزتهم.