خليل الموسى

المدينة: الرقة
عدد مرات الاعتقال: مرتان
أماكن الاعتقال: مدرسة معاوية بن أبي سفيان
تاريخ تسجيل المقابلة: 2022

في العام 2017 اعتقل عناصر “ديوان الحِسْبَة” خليل الموسى مرتَيْن في سجن مدرسة معاوية بن أبي سفيان، في المرة الأولى لارتدائه بنطالاً ضيّقاً، والثانية لأنه باع زبونة حاسرة عن عينيها، في متجره المخصص لبيع الجوارب.

يروى خليل في شهادته التي سجلها فريق “متحف سجون داعش”، كيف أُوقف مع عدد من أصدقائه لأسباب مختلفة، وتهمته هي ارتداء بنطال ضيّق بما يخالف توجيهات التنظيم. اقتيدوا حينها دون عصب أعينهم إلى سجن معاوية. 

عند أحد مداخل المدرسة يسير بنا عبر الباب الذي يدخل منه السجناء، نزولاً إلى القبو الذي كان يضمّ أحياناً حوالى 50 سجيناً بتهم مختلفة، مثل مخالفة أصول اللباس، وحلاقة الذقن، أو لتوصيل امرأة دون مُحرم بسيارة الأجرة، أو لسماع الأغاني عبر الهاتف المحمول.

يحكي خليل عن التحقيق الذي أجري معه قبل إنزاله إلى القبو، ثم يشرح توزيع القاعات، من المهاجع إلى الزنزانات الانفرادية الضيّقة التي كان يُحشر فيها أحياناً حوالي 15 شخصاً، من الذين يعاندون أو يمعنون في نفي تهمهم. ثمّ إلى الحمامات ومهجع عناصر التنظيم. وعند كل قسم يعرض بالتفصيل الدّقيق وجهات استعمالها.

يذكر خليل أنّ النظافة لم تكن متوفّرة في المهاجع، فالمعتقلون لا يقيمون كثيراً فيها، على اعتبار أن السجن ليس أمنيّاً. كما يقول إنّ الحمامات كانت فقط لقضاء الحاجة والاغتسال البسيط أو الوضوء.

وعن الطعام يؤكد أنّهم حصلوا عليه ثلاث مرات في اليوم الواحد، والوجبة مؤلفة من حلاوة وبيض، أو فول وحمص، أو برغل ودجاج، كما يشير إلى أنّ الكمية كانت كافيةً. أمّا عن الرعاية الصحية فكانت شبه معدومة، ولا يؤخذ أحدهم إلى الطبيب أو المشفى، إلا إذا شارف على الموت، وفق تعبيره.

يشير الشاهد إلى المكان الذي جلس فيه داخل زنزانته، ويتحدث عن يوميات السجناء وطبيعة العلاقات فيما بينهم وكيفيّة قضائهم وقتهم في تجاذب أطراف الحديث، ويذكر أسماء بعض من سُجنوا معه، دون أن يعرف حينها بوجود جاسوس للتنظيم بينهم.

ويشير خليل أيضاً إلى الكتابات على الجدران، ويشير إلى زاوية كانت تُنفَّذ فيها عقوبة الجلد بالسجناء، كما يؤكد وجود غرفة خاصّة للتعذيب في مكان آخر، لكنه لم يدخلها.

يشرح الشاهد أنواع سجون داعش ما بين سجون “الحسبة” والسجون الأمنيّة. أما عن المسؤولين والسجّانين فيقول إنّهم كانوا في الغالب من الجزيرة العربيّة، السعودية واليمن، وأنّهم كانوا يتنادون بالألقاب أو النسب إلى بلدهم (السعودي، اليماني، التونسيّ) أو بكنياتهم (أبو دجانة وأبو هريرة وأبو الحوراء…). ومنهم من كان يدخل المهجع ويلقي المواعظ والإرشادات الدينية لمدّة ساعة أو أكثر.

ويقول إن بعض السجّانين كانوا قساةً، لكنّ بعضهم كان أكثر رحمة، مشيراً إلى أنّ الزيارات كانت ممنوعة مهما طالت فترة السجن. 

يذكر خليل وجود شاشة على الجدار كانت تعرض عليها نشاطات داعش، ومنها تنفيذ العقوبات بالمعتقلين، ويؤكد أنه لم يسمع بمحاولات هروب، نتيجة الإجراءات والاحتياطات التي اتّخذها التنظيم.

ومن القصص اللافتة التي تركت أثراً حزيناً وعميقاً فيه قصة رجلٍ اعتُقِل وعوقِب لأنّه كان يصطحب زوجة أخيه المريضة إلى المستوصف.

 أُطلق سراح خليل بعد أن فُرِض عليه الالتحاق بدورة شرعية في أحد جوامع المدينة، ولم ترد له بطاقته الشخصية إلا حين اجتاز الامتحان.