شمسة النهار | متحف سجون داعش

شمسة النهار

المدينة: الرقة
تاريخ الولادة: 1980
عدد مرّات الاعتقال: اعتقالات متعددة
أماكن الاعتقال: سجن مدرسة معاوية، سجن الرميلة
تاريخ تسجيل المقابلة: 2021

خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرقة، لجأت شمسة النهار (مواليد العام 1980) إلى العمل في بيع السجائر للأقارب والأصدقاء في محيطها، بالرّغم ممّا فيه من مجازفة، فتدخين السجائر والإتّجار بها كان من الأعمال التي حرّمها التّنظيم، وفق القوانين التي فرضها في المناطق التي وقعت تحت سيطرته.

ونتيجة هذا العمل تعرضت شمسة إلى اعتقالات متكررة على يد عناصر “ديوان الحسبة” التابع للتنظيم بحسب ما تشرح في هذه المقابلة، في سجن الرميلة، وسجن مدرسة معاوية.

تقول شمسة إنها بعد مدّة قصيرة من شروعها في العمل اقتادتها دوريةٌ لـ “الحسبة” مع زوجها من منزلهما إلى أحد السجون قرب “دوار الدلة” في الرقة، ليطلقوا سراحها في اليوم التالي على أن تتّبع دورةً شرعية وتدفع مخالفة، كونها المرّة الأولى التي تُعتقل فيها.

لكنَّ اسمها بات على قائمة مَنْ يتاجرون بالسجائر، ولذلك صارت تُعتَقل مرّة تلو الأخرى، فينتهي الأمر بقضائها عدّة أيام في السجن، وبدفع غرامة ماليّة باهظة.

يمتلك “متحف سجون داعش” وثيقة التحقيق في محضر القبض الثالث على شمسة النهار، وقد جاء فيه: “ضبطت المذكور اسمها أعلاه تبيع السجائر ولديها ثمانية كروزات، وهذه هي المرة الثالثة التي تضبط فيها وهي تبيع سجائر”.

أما محضر القبض في المرة الرابعة فقد ورد فيه: “بعد التحقيق معها أقرّت أنها منذ سنة ونصف تعمل بالسجائر وتم القبض عليها أكثر من مرة، في أول مرّة دفعت 190 ألف ليرة غرامة، وفي الثانية 15 كروز سجائر وغُرّمت بـ 150 دولاراً…”.

تتحدث شمسة عن آخر اعتقال تعرّضت له، ودام فترة طويلة، حين داهمت دوريّةٌ لـ “الحسبة” منزلها، واقتادتها بالرغم من كونها مريضة، إلى السجن، حيث أُودِعت إحدى الزنزانات الانفراديّة لمدّة خمسة أيّام، تعرّضت فيها للضرب والإهانة في جلسات التّحقيق. 

كان التهديد الدائم لها أنّ حكم الإعدام في انتظارها مع غيرها من تجّار السجائر، وسينفّذُ أمام الناس في ساحة دوار النعيم العامّة.

تروي النهار أحداث تلك الأيام بمرارة، وخاصّة بعدما نقلها عناصر التّنظيم من المنفردة إلى زنزانة جماعيّة تقاسمتها مع عدد كبير من النساء، عانينَ مع بعضهن من ضيق المكان وقلّة الطعام.

وتضيف في شهادتها المصورة حكايات عمّا شاهدته في سجون مختلفة، وعن اتّهامات كانت توجه إلى النساء بممارسة السحر والزنا وقضايا تتعلق بمخالفات الثياب أو وضع الماكياج أو العطور، وكلّها كانت تودي بهنّ إلى الاعتقال، وفي بعض الأحيان إلى القصاص، ما يعني أن ينفّذ بهن حكم الإعدام على الملأ، وهو ما شهدته شمسة مرة بأمّ عينها.

بعد شهر من اعتقالها، عرض عناصر التنظيم شمسة على أحد القضاة، فاكتفى بمدّة اعتقالها وأمر بجلدها 30 جلدة، ثمّ أطلق سراحها بعد أنْ هدّدها بمصادرة منزلها في حال عاودت العمل ببيع السجائر.

بعد خروجها من السجن في المرّة الأخيرة توقفت شمسة عن العمل في تجارة السجائر، ذاك أن اعتقالاً جديداً بالنسبة إليها كان يمكن أن يعني الموت المُحَتَّم، وليس فقط مصادرة منزلها كما قال القاضي.