المدينة: | الموصل |
تاريخ الولادة: | 1987 |
مكان الاعتقال: | سجن الميدان، ثمّ أحد مراكز التوقيف |
تاريخ الاعتقال: | 2016 |
عدد مرّات الاعتقال: | مرَّتَان |
مدّة الاعتقال: | 7 أيام |
تاريخ تسجيل المقابلة: | 2023 |
مدة المقابلة: | 24:1 |
يروي عبد الله في شهادته هذه كيف اعتقله عناصر تنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) في أوائل العام 2016 مرّتين اثنتين، قضى في الأولى يوماً واحداً داخل السجن بتهمة ارتداء سروال ضيّق، والثانية جاءت بعدها بفترة قصيرة واستمرّت مدة ستة أيام للسبب نفسه، إضافة إلى تشذيب اللحية.
عبدالله متزوِّج وله ولدان، وعند اعتقاله الثاني ألقي القبض عليه في وضح النهار وعلى مرأى من زملائه التجّار أمام محله في سوق العطارين.
بروي عبد الله أنّ التحقيق معه بدأ في اليوم الثاني لاعتقاله، وهو يذكر تماماً كيف وصفه القاضي الذي حقّق معه بالمُرتد، قائلاً له باستهزاء “الأخوة يُجاهدون وأنتم تجلسون”.
يتحدّث الشاهد عن حالة الخوف من المصير المجهول الذي ينتظره، فضلاً عمّا يتركه سماع أصوات السجناء تحت التعذيب في النفس، ويشرح عن ضيق المكان واكتظاظه ما منع النوم براحة. يشير الشاهد إلى غرف السجن ووجهة استعمالها، وإلى السرداب حيث تكدّس السجناء وكانوا يُعذّبون، وكيف أعيدوا إلى الزنزانة بعد الضرب.
في الحوار معه، يشير عبد الله عبد الصمد طه إلى أن الجَلد أو الربط بالفلقة و”الضرب على القدمين بالقضيب” حتى خروج الدم والتسبّب بتقرّحات وآثار عليهما، كانا الأسلوبَيْن المُعتَمدين في التعذيب، وهو قد تعرّض لكلتا الطريقتَين، ويقول إنّه شاهد أيضاً أدوات مُخصّصة للصعق الكهربائي وسيوفاً وأنواعاً مختلفة من أدوات التعذيب التي استُعمِلت مع مُعتقلين آخرين.
ويؤكّد الشاهد أنّ الحرب النفسيّة كانت جزءاً أساسيّاً من التعذيب الذي مورس ضدّه، وذلك بالتهديد المتواصل بالقتل أو بقطع الأعضاء، فضلاً عن إيهامه بأنّ فترة اعتقاله ستكون طويلة جداً.
أما عن العناية الطبّية فيقول إنّها كانت معدومة، فلا اكتراث بأصحاب الأمراض المزمنة، ولا أي اهتمام بالرغم من انتشار الأمراض، وعلى الأخص الجرب، بسبب انعدام النظافة وعدم توفّر الماء بالشكل الكافي للاغتسال أو الوضوء أو غيره. بينما يذكر أنّ الوجبة الرئيسة كانت عند الغداء شوربة عدس مع قطعة صمون، وعند الفطور أيضاً كسرة صمون مع قطعة جبن، أما وجبة العشاء فلم تكن ثابتة.
لم يحفظ الشاهد الكثير من أسماء السجناء الذين كانوا معه، لأنّ إقامتهم في كانت قصيرة، إما لأنّ تهمهم بسيطة فلا تطول فترة سجنهم، وإما لأنّ أحكامهم ثقيلة فيُنقلون إلى سجونٍ أُخرى.
شاهد عبدالله وباقي السجناء إصدارات التنظيم عبر شاشة موضوعة في السجن، وهي عموماً دعوات تحفيزيّة لهم للانضمام إلى التنظيم، عبر شرح معتقداتهم والإخبار عما قالوا إنها انتصارات ميدانية.
يؤكّد الشاهد أنّ كلّ أهل الموصل عانوا الأمرّين من التنظيم، وأنّه فقد أكثر من ستّة كيلوغرامات من وزنه في الأيام السبعة التي سجن فيها، وقد ذاق في خلالها صنوفاً مختلفة من الجَلد المُبرّح والإهانات، وكانت آثارها كافية لترافقه بقيّة حياته، فهو لا يزال حتى اليوم يستيقظ من نومه فزعاً لرؤية كوابيس عن السّجن وعناصر التّنظيم والأهوال التي عاشها.