المدينة: | الرقة |
عدد مرات الاعتقال: | مرة واحدة |
مكان الاعتقال: | مدرسة معاوية بن أبي سفيان |
مدة الاعتقال: | ثلاثة أيام |
تاريخ تسجيل المقابلة: | 2022 |
اعتقل محمد إسماعيل الإبراهيم في سجن مدرسة معاوية في الرقّة في الشهر الأوّل من العام 2015، وذلك بتهمة الإتّجار بالدّخان.
أُجريت معه هذه المقابلة في العام 2022، ويروي فيها كيف اقتيد إلى السجن، دون تقييد أو عصب العينين. يتحدّث محمد عن شعوره عندما سيق إلى هذا السجن، ويصف كم شعر بالضيق والانزعاج بسبب حرمانه الحريّة.
يقول الشاهد إنّ تهمته كانت تُعْتبَر بسيطة، ولذلك اكتفى المحقق بأسئلة عن سبب اشتغاله بالدّخان، ليجيبه أنه كان يعمل بلاطاً في الأساس، لكن دخله غير كافٍ، وهو مضطر إلى تأمين عمل آخر لإعالة أسرته. فأمر القاضي بإنزاله إلى القبو.
عن السجّانين يقول محمد إنهم كانوا يتبدّلون بالتناوب، ولذلك لا يمكن تكوين فكرة وافية عن هوّيتهم، خاصة أنّهم لم يكونوا يتخاطبون بأسمائهم، بل بنسبتهم إلى بلدهم (اليمانيّ، التونسيّ، السعوديّ…)، أو بكنياتهم (أبو عروة، أبو قتادة…)، كما كان المسؤولون يحملون ألقاباً مثل (أمير الحسبة، أمير السجن، قاضي الحسبة).
وخلال جولته في المدرسة يُفصِّل الشاهد توزّع غرف السجن سابقاً ووجهات استعمالها، كمكاتب إداريّة أو غيرها، مشيراً إلى عدم توفر إنارة وافية في السجن.
في القبو، يتحدّث محمد عن يوميات المعتقلين، ويذكر أنّ عددهم كان يتغيّر، فأحياناً يكونون 30 أو 40 معتقلاً، وأحياناً يتقلّص العدد إلى أربعة أو خمسة على أساس أنّ المكان هو للتوقيف المؤقت أو للأحكام البسيطة. أمّا أصحاب الأحكام الأكبر فيقول إنّهم كانوا مسجونين في زنزانات خاصّة ويُمنع الكلام معهم.
يشير محمد إلى أن التنظيم كان يعرض إصداراته على شاشات كبيرة، لكنّه كان يجهد كيلا يتابعها لما فيها من مشاهد مؤذية.
يذكر الشاهد أنّه سمع في بعض الأحيان أصوات التعذيب الصادرة عن المعتقلين أثناء التحقيق، لتعرضهم للضرب أو سكب الماء.
في الغرفة التي كانت مطبخاً يتحدّث عن الطعام، إذ كانت تُقدَم لهم ثلاث وجبات يوميّاً، احتوت على البطاطا المسلوقة أو البيض أو المربى، وغيرها.
وعن النظافة يقول إنّ رائحة الرطوبة والعفونة كانت تملأ المكان كونه قبواً تحت الأرض، ويقف أمام الحمام الصغير الذي كانوا يستعملونه، ذاكراً أنّ الاغتسال كان مسموحاً، وقد توفّرت المياه الساخنة، كما كان بالإمكان شراء مواد التنظيف مثل الصابون أو الليفة (يُكلَّف أحدهم شراءها من الخارج). لكن الوقت المسموح به للاستحمام كان قصيراً، ولذلك كان عليهم الانتهاء بسرعة، في أقل من دقيقتَيْن، ليفسحوا المجال للآخرين.
أما مقابلة الأهل أو استلام الأغراض منهم فكانا ممنوعين كلّياً. ويقول محمد إنه لم يلحظ أو يعرف بوجود مكان مخصّص للنساء في هذا السجن، ولم يسمع بأي محاولة فرار، ولم تعلق في ذهنه أي حادثة لافتة في فترة سجنه الوجيزة. فالقصف مثلاً لم يطَل مبنى السجن الرئيسي مباشرة بل محيطه.
لم يتعرّض الشاهد للتعذيب وفق ما يؤكده، بل لمعاملات خشنة، مثل اللكز والدّفع بقوة، والتوبيخ بقول “زنديق” و”كافر” وغيرهما. أما عقوبته فاقتصرت على السجن ثلاثة أيام ودفع غرامة بقيمة 350 ألف ليرة سورية (ما يعادل 1600 دولاراً أمريكياً حينها) قبل إطلاق سراحه.