بعد سنواتٍ من التحقيقات الدقيقة، والتوثيق الجنائي، وإنتاج النماذج ثلاثية الأبعاد لعشرات من سجون تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أُطلق في تشرين الأول/أكتوبر 2024 الموقع الإلكتروني لمتحف سجون داعش (IPM)، وذلك خلال أمسية أقيمت في المسرح الوطني بلندن.
يُعدّ هذا المشروع أول مشاريع متحف السجون، ويهدف إلى توثيق الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق وسوريا، مع تركيز خاص على دور السجون بوصفها أدوات قمع وإرهاب، في محاولة للمساهمة في جهود المساءلة والعدالة.
خلال الفعالية، قدّم مدير المتحف، عامر مطر، برفقة أعضاء من فرق العمل، عرضًا تعريفيًا تناول فيه بعضاً من قصص الضحايا، ومنهجية العمل، والرسالة التي يحملها المتحف.
اللقاء أٌقيم بحضور نخبة من الشركاء والداعمين والأكاديميين، إلى جانب جمهور عام من المهتمين بعمل المتحف، الذين حضروا للاستماع إلى روايات وشهادات موثقة تحكي عن فصول مظلمة من التاريخ المعاصر.

يقدم المتحف معارض تفاعلية تهدف إلى رفع الوعي حول جرائم داعش، وتسليط الضوء على مصير المغيبين قسراً، مع التركيز على تكريم الضحايا ودعم جهود تحقيق العدالة. ويَحْوي أرشيفه قاعدة بيانات لأكثر من 70 ألف وثيقة، وملابس ومتعلّقات شخصيّة ممّا تركه السجناء والسجّانون في مراكز الاعتقال والمحاكم، أو ممّا خلّفه التنظيم وراءه. كما أجرى المتحف مئات المقابلات المصوّرة مع ناجين وناجيات من السجون والمجازر.
يعرض المتحف جولات مصوّرة ثلاثية الأبعاد (3D) عن عشرات السجون والمقابر الجماعية والقرى والمدن التي ارتكب التنظيم فيها انتهاكاته. ويعيد فريق المحقّقين والباحثين بناء مسارح الجرائم، بناء على الشهادات والوثائق وتفاصيل الأبنية والأماكن الموثقة.

ركزّت نقاشات الحضور وفريق المتحف على المنهجية المتبعة في العمل. إذ تمكن الفريق من بناء سردية قائمة على الحقائق، تتيح فهماً معمّقاً لما جرى في زمن داعش، من خلال التقاطع بين التوثيق الجنائي لمواقع الجرائم، وشهادات السجناء السابقين، والوثائق التي خلّفها تنظيم داعش، إلى جانب مصادر أخرى.
كما دار الحديث حول الهدف من إتاحة الجولات ثلاثية الأبعاد لجمهور واسع، يشمل عائلات المختفين، والجهات القضائية، والباحثين الأكاديميين، وغيرهم من المعنيين. وفي هذا السياق، شددت الصحفية العراقية وضيفة الشرف فيان درويش، وهي ناشطة بارزة في الدفاع عن حقوق الضحايا، على الأهمية البالغة لهذا المتحف بالنسبة للضحايا وذويهم، باعتباره مساحة لاستعادة الحقيقة ووسيلة للمطالبة بالعدا

لمزيد من المعلومات عن عمل المتحف الرجاء الاطلاع على الملف التعريفي عبر الرابط.